.: ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي :.
من هي ليلى؟
هي ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي(
1)، وهي زوجة الإمام الحسين عليه السلام وأم علي الأكبر (عليه السلام) من النساء الفاضلات في عصرها. لم يرد اسمها -خلافا للمشهور- في الكتب المعتبرة والمقاتل لا في واقعة كربلاء ولا في الكوفة الشام. (
2).
ذكر سماحة الشيح عبد الرزاق القمي في كتابه المسمى بـ(علي الأكبر) ترجمة موجزة لشخصية ليلى رضوان الله تعالى عليها وهي كما يلي:
كانت ليلى (
3) من بيت شرف ومنعة فان جدها عروة أحد العظيمين الذين قالت قريش فيهما:« لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم» (
4) والقريتان مكة والطائف،...
عروة بن مسعود جد ليلى:
ولشرف عروة في قومه أرسلته قريش يوم الحديبية لعقد الصلح مع رسول الله صلى الله عليه وآله وكان كافراً وأسلم سنة تسع من الهجرة ورجع إلى قومه يهديهم إلى الإسلام فصعد إلى علية له وأشرف منها عليهم وأظهر الإسلام ودعاهم إليه فرموه بالنبل وأصابه سهم فمات فقيل له ما ترى في دمك قال كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إلي ليس في إلا مافي الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله فادفنوني معهم ، فلما مات دفنوه مع الشهداء وقال رسول الله ليس مثله في قومه إلا كمثل صاحب ياسين في قومه (
5).
وكان عند عروة يوم اسلم عشر نسوة فعرفه النبي بأن الإسلام لا يبيح أكثر من أربع ، فاختار اربعاً منهن زينب بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية (
6).
أبو مرة والد ليلى:
ولد أبو مرة والد ليلى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فكانت له صحبة ولما قتل أبوه عروة خرج هو وأخوه أبو المليح إلى النبي وأعلماه بقتل أبيهما وأسلما ورجعا إلى الطائف مسلمين...
قرابة المختار لليلى:
وفي مسعود الثقفي تجتمع ليلى مع المختار بن أبي عبيد الثقفي فإنها بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود ، والمختار بن أبي عبيد بن مسعود فـأبو مرة والد ليلى والمختار ولدا عم (
7).
وفي ليلى يقول الحارث بن خالد المخزومي (
8).
أطافت بنا شمس النهار ومن رأى *** من الناس شمساً في المساء تطوف
أبو أمها أوفى قريش بذمة *** وأعمامها إما سألت ثقيف
ولم يظهر لنا سنة وفاتها ولا مقدار عمرها ولا حضورها في مشهد الطف وإن نسبه « الدربندي » في أسرار الشهادة إلى بعض المؤلفات المجهول صاحبها مع أن المؤرخين أجمع أهملوا ذكرها ولعلها كانت متوفاة قبل الطف.
التفاصيل وتساؤلات في شأن ليلى والأكبر؟
وورد في موقع حوزة الهدى بعض التساؤلات حول بعض التفاصيل التي تذكر من قبل الخطباء تتعلق بشأن ليلى رضوان الله تعالى عليها وفي شأن ولدها الأكبر وقد أجاب عليها سماحة الشيخ محمد صنقور كالتالي:
السؤال الأول: هل كانت ليلى في كربلاء؟
الجواب الأول: أفاد المحقق التستري في كتابه قاموس الرجال ج7/422 (أنه لم يذكر أحد في السيَر المعتبرة حياة أم (علي الأكبر) يوم الطف فضلاً عن شهودها وإنما ذكروا شهود الرباب أم الرضيع وسكينة).
وأفاد المحقق الشيخ عباس القمي في كتابه نفس المهموم 176 أنه (لم يظفر بشيء يدلُّ على مجيء ليلى إلى كربلاء)... وهذا ما يظهر أيضاً من كلمات العلامة المجلسي في البحار.
وفي مقابل ذلك أفاد المحقق ابن شهراشوب في كتابه مناقب آل أبي طالب ج4/118 أن علي الأكبر ((طعنه مرة بن منقذ العبدي على ظهره غدراً فضربوه بالسيف فقال الحسين(ع): (على الدنيا بعدك العفا)، وضمَّه إلى صدره وأتى به إلى باب الفسطاط فصارت أمه شهربانويه ولْهى تنظر ولا تتكلم.
أقول: هذا النص هو ما يمكن أن يتمسك به القائلون بحضور أم الأكبر في كربلاء إلا إن الإشكال هو أن ابن شهراشوب أفاد إن اسمها شهربانويه و ليست ليلى بنت أبي مرة.
وكيف كان فإن هذا النص ينفي الجزم بعدم حضور أم الأكبر في كربلاء يوم الطف، إلا أنّه لا يصلح لإثبات حضور ليلى، فالنص المذكور لا ينافي ما أفاده المحقق القمي وإن كان ينافي ما أفاده المحقق التستري حيث نفى وجود نصٍ تاريخي يذكر أنَّ أم الأكبر موجودة فضلاً عن حضورها يوم الطف.
السؤال الثاني: هل صحيح ما يردده الخطباء بأنّ السيدة ليلى لما أرادت أن تدعو الله لرد ولدها الأكبر سالما نشرت شعرها؟! وحللت أزرارها؟! ورفعت ثدييها؟!.
الجواب الثاني: لم نجد هذا الخبر في كتب الاخبار والمقاتل المعتبرة حتى يقع البحث عن صحته أو ضعفه، بل أفاد الشيخ عباس القمي في كتابه منتهى الآمال: أن ما هو مشهور من أنَّ الأكبر بعد خروجه إلى الميدان توجه الإمام الحسين(ع) إلى أمه ليلى وطلب منها أن تخلو بنفسها فتدعو له... باطل كله، نقل ذلك عن شيخه المحدث النوري.
السؤال الثالث: هل الرواية التي تُنقل عن الإمام الحسين (ع) صحيحة حين ردّ على أمّ الأكبر: "إنّي سمعت جدّي رسول الله (ص) يقول: إنّ دعاء الأمّهات لأولادهنّ مُستجاب".